يلعب التعليم الأولي دورا أساسيا في المنظومة التعليمية بإقليم بوجدور، فحيثما ولجت مؤسسة تعليمية للتعليم العمومي أو الخصوصي تجد قسما أوقسمين للبراعم الصغار وفق المعايير الحديثة بمؤطريه و تجهيزاته.
الأمر لم يأت من فراغ بل جاء كحصيلة للمجهودات المبذولة من المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية ببوجدور في التنزيل العملي الجدي كما وكيفا للرافعة الثانية من الرؤية الإستراتيجية للتربية والتكوين المتعلقة بإلزامية التعليم الأولي وتعميمه.ووعيا كذلك أن هذه المرحلة هي ميسر النجاح في المسار الدراسي والتكويني للتلميذ، و أنه القاعدة الأساس لكل إصلاح تربوي مبني على الجودة وتكافؤ الفرص والمساواة والإنصاف
وبفضل هذه المجهودات المتميزة التي جعلت المديرية تتبوأ الصدارة في هذا المجال على صعيد جهة العيون الساقية الحمراء ارتفع عدد المستفيدين في التعليم الأولي العمومي مقارنة بالسنة الماضية بنسبة ب22.2 % إذ بعدما كان عدد المستفيدين 668 أصبح هذه السنة 816 تلميذا منهم 421 ذكور و395 إناث موزعين على 11 مؤسسة تؤطرهم 16 أستاذة داخل 25 قسما.
كما تطورت النسبة داخل التعليم الأولي الخصوصي مقارنة بالسنة الماضية وعرفت زيادة 54.7 % حيث انتقل العدد من 307 تلميذ في موسم2018/2019 إلى 475 تلميذا في الموسم الحالي منهم 244 ذكور 231 إناث داخل 10 مؤسسات تحتضن 26 قسما وتؤطرهم 18 مربية .
ومن الطبيعي أن هذه الطفرة النوعية والكمية لم تأت من فراغ، بل جاءت كحصيلة منطقية لمجهودات جبارة قامت بها المديرية الإقليمية،فعلى الصعيد التربوي تم إحداث فضاء متميز للتكوين وهو مركز موارد التعليم الأولي بمدرسة عبد العزيز خيا ،كما استفادت مختلف مربيات التعليم الأولي العمومي و الخصوصي بجميع المؤسسات المحتضنة للتعليم الأولي من دورات تكوينية متخصصة ولقاءات تواصلية حول الإطار المنهجي للتعليم الأولي إضافة إلى المراقبة التربوية و الإدارية لمختلف الأقسام ناهيك عن تنظيم مهرجان سنوي إقليمي للتعليم الأولي سيبلغ هذه السنة دورته الخامسة . وحملة طبية لتشخيص و تصحيح النظر لفائدة الأطفال ،كما أن أطفال التعليم الأولي العمومي يستفيدون من خدمة الإطعام المدرسي وهو مالقي استحسانا كبيرا من لدن مختلف أولياء التلاميذ.
ومن أجل الاستعداد لمواصلة تثبيت المكتسبات المحققة وتطويرها للأحسن خاصة في ظل الإقبال المتزايد على التعليم الأولي العمومي ، وفي ظل النقص الحاصل في بنيات الاستقبال لاسيما بعد إدماج أطفال الفئة العمرية 4 سنوات ستقوم المديرية بإحداث بنيات استقبال إضافية بالمؤسسات التعليمية العمومية التي تعرف إقبالا متزايدا ، وتوفير لوازم المكتب والوسائل التعليمية الضرورية لعمل أقسام و مركز موارد التعليم الأولي. كما وضعت خطة مستقبلية متكاملة لضمان دخول مدرسي متميز مطلع الموسم الدراسي المقبل تتضمن تنظيم حملات تحسيسية حول التسجيل بأقسام التعليم الأولي
ولمواجهة ضعف التكوين الملاحظ لدى أغلب مربيات التعليم الأولي التقليدي يتوقع توقيع شراكات جديدة مع المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي ومؤسسة الأهرامات في مجال التكوين.
إن احتضان المؤسسات التعليمية لهذا العدد جاء كذلك ثمرة للمقاربة التشاركية للمدير الإقليمي للوزارة نور الدين العولي الذي اعتمد العديد من الشراكات للنهوض بالقطاع خاصة مع المجلس الإقليمي لبوجدور الذي تكلف بتجهيز فضاءات التعليم الأولي بالمؤسسات العمومية بمبلغ 90.000,00 وأداء جزء من راتب مربيات التعليم الأولي بمبلغ 300.000,00 كما تكلفت فدرالية جمعيات الآباء وأولياء التلاميذ بأداء الجزء الآخر من الراتب مما ضمن العديد من فرص الشغل للعديد من حاملات شهادة الإجازة بإقليم بوجدور. لكن إكراه إشكالية استدامة توفير أجرة المربيات يظل هاجسا للسنوات المقبلة خاصة مع التوسع الذي يعرفه المجال مما يتحتم معه البحث عن شركاء جدد لتأمين أجرة المربيات و ضمان استدامة أقسام التعليم الأولي مما يحتم تعبئة شركاء جدد لمواصلة النهوض بالقطاع.